حفلات الزفاف الهندية تحاكي أساطير الف ليلة وليلة

حفلات الزفاف الهندية تحاكي أساطير الف ليلة وليلة

تعتبر حفلات الزفاف الهندية من أهم الاحتفالات والتي يتم الإعداد لها قبل وقت طويل ليستمتع الأصدقاء والعائلة لقضاء وقت ممتع في أجواء مبهرة كالتي كنا نقرؤها في روايات الف ليلة وليلة .

وفي مومباي ، حيث تعتبر العاصمة الاقتصادية ومركز رجال الاعمال والأثرياء والمدينة الوحيدة في العالم التي تضم بين سكانها أكبر عدد من اصحاب الملايين ، تعد هذه الحفلات المناسبات الأكثر بهجة ، وصار المشهد أقرب ما يكون إلى المهرجان بانورامي الكثير البذخ ، والذي لا بد من إسناد أمر تخطيطه وتنسيقه وتنفيذه إلى متعهدين محترفين في مقدورهم إخراج حفل الزفاف بالصورة المطلوبة. هذا إذا عرفنا ان دراسة نشرت في صحيفة مومباي تايمز تقول بأن صناعة الأعراس الرائجة جداً لا تقل نفقاتها في الهند عن 35 مليار دولار سنوياً ، بنسبة نمو سنوي يقارب الـ20%.

الإبهار ، هي السمة التي أفضل ما يمكن وصفها في الأعراس الهندية ، فإبهار الحاضرين هو الشغل الشاغل لأهل العروسين ، وهذا ينطبق على بطاقات الدعوة ومرورا بالزينة والكوشة وبوفيهات الطعام وانتهاء بفستان الزفاف الذي يتم عند أحد أشهر مصممي الأزياء في الهند والذي يتكلف في المتوسط من 10 - 25 ألف دولار والمطرز بخيوط الذهب والمزركش بكريستال السواريفسكي الراقي. ويجب التنويه ان فستان الزفاف هوعبارة عن الساري الأحمر وبالطبع يختلف سعره بحسب شهرة المصمم وكمية خيوط الذهب والكريستال المتداخله فيه ، ويلبس مرة واحدة فقط.

والإعراس التقليدية يجب ان يتم فصل الرجال عن النساء ، ولكن الحفلات العصرية للأثرياء فهي مختلطة ، كما ان عرسان الجيل الجديد لا يهتمون بزخرفة بطاقات الدعوة ، أما الأمر الأهم بالنسبة لهم فهو التذكارات الشخصية لضيوفهم التي تحمل الدعوات مثل مرايا سواروفسكي المطبوعة أو علب الماكياج أو قطع مجوهرات محفور عليها اسم متلقي الدعوة ملفوفة بقماش مخملي وصناديق جلدية مع الشوكولاته ، وأحيانا علب شوكولاته جوديفا الراقية جدا والمحفور على كل قطعه الأحرف الأولى للعروسين.

وكما هو الحال في معظم البلاد الشرقية ، فان الاحتفالات تقام قبل عدة أيام من حفل الزفاف ، وتكثر فيها الرقص والاحتفالات إذ تسبق حفلة الزفاف الختامية الكبرى سبع أو ثماني حفلات أخرى تتميز كل منها باسم مختلف وزينة مختلفة. كما ترغب العائلات في الحصول على ملابس ومجوهرات خاصة بكل مناسبة ، وجميعها يجب أن تكون مختلفة ، وهذا هو السبب وراء إنفاق هذا الكم الهائل من المال.

الزهور لها معاني ودلالات كثيرة في أفراح الهند ، حيث إن الترتيبات الخاصة بالزهور لا تخلو احيانا من الغرابة ، فالزهور تجلب من كافة انحاء القارة الهندية والتي تشتهر كل مقاطعه منها انواع مخصصة ، ومن الزهور المرغوبة أكثر من سواها الزنبق. وقد شاهدت بنفسي احتفالا بالزفاف في احدى ضواحي مومباي الراقية ، حيث تم تزيين الشارع المؤدي من منزل العروس الى صالة الافراح تم تزيينه بالكامل وعلى جنبات الطريق بانواع مختلفة من الزهور .

وناهيك عن المجوهرات ، فيبدأ التحضير من قبل الصاغة في كل عام من شهر كانون الثاني حتى شباط في عرض آخر التصاميم واحدثها ، وهذا التقليد يسمى بتحضير الصاغة لموسم الأعراس ، وحين تمر في جولة على سوق الذهب في مومباي او نيودلهي ، في هذه الفترة من العام ، لا يمكنك الدخول والسؤال عن سعر حلي بسيطة كخاتم او قرط وأحيانا لا يسمح لك بابتياع تلك الاشياء الصغيرة ، لان الاولوية تعطى لاهل العروسين والذين يذهبون في زيارات جماعية لاهل كل من العروسين لانتقاء المجوهرات التي سيتم شراؤها لحفل الزفاف. ولا عجب ان علمنا بأن المجوهرات تسهم ما بين 30 - %04 من إجمالي الإنفاق الكلي على الزفاف ، فالعروس الهندية التقليدية تتزين بعقد وأقراط وأساور سميكة وخواتم للأصابع والأرجل وتيكا ترتديها على جبهتها. كما ان التصميم عامل مهم بالنسبة للعروس هذه الأيام ، فمعظم الفتيات يتجهن إلى الحلي الأكثر ابتكارية ، والتي تدخل فيها تصاميم عصرية للمجوهرات المرصعة بالماس والأحجار الكريمة ، مثل الياقوت والزمرد ، وليس ذهبا صافيا كما هو الحال المفضل للطبقات المتوسطة. واذا عدنا للوراء لسنوات مضت ، فقد كانت التقاليد الهندية تقضي بأن تدفع العروسة المهر لعريسها ، كما ان هناك عائلات تحجز الصبي منذ ولادته لتزويجه من ابنتها. وطقوس الزواج في المجتمع الهندي تختلف من القرى الى المدن والولايات وحسب العادات والتقاليد والاعراف والديانات والفكر والطبقات فلكل منهم طقوسه المعينة في الزواج الا انهم يجتمعون على شيء واحد وهو دفع المرأة لمهر عريسها ، وفي المجتمع الهندي فان المرأة ملزمة بدفع كامل مهرها الا ان هناك بعض العائلات توافق على تأجيل باقي المهر وان يتم تسديده في وقت لاحق ولكن يجب ان يسدد حتى وان استمر الزواج لسنوات فعليها ان تدفع جميع المستحقات المترتبة للزوج .

وعند الفقراء ، فان حفلة الزفاف تعتبر "مهرجان الاعين" حيث ترى العين ما لا تراه يوميا من زينة والوان مبهرجة في الوقت الذي يرتدي فيه العروسان والضيوف ابهى الملابس الملونة وهي من الحرير ومصنوعة خصيصا لتك المناسبات. كما العادات والتقاليد في بعض المقاطعات الجنوبية في الهند فرضت على اسرة الفتاة بمختلف ولايات ومناطق الهند ان تدفع المهر لزوجها ويكون في اغلب الاحيان اموالا سائلة تسلم لعائلة العريس اضافة الى الهدايا كالذهب والادوات المنزلية ، وتقاليد الزواج في الهند ليست موحدة في كل نواحي البلاد. فكل منطقة لديها تقاليدها المميزة وكلها ذات سحر خاص.

ونعود الى العروسين في يوم الزفاف ، فان التقاليد تقضي بأن يذهب العريس على حصان أبيض محاط بالفيلة ومرتدي درع الأمير الى قاعة الزفاف يصاحبه اقراباؤه واصدقاؤه من الرجال فقط مرتادين الخيول المزينة ، عبرممرات الزهور الخاصة يحيطهم الحراس الذين يحملون القناديل والراقصين والألعاب النارية.

واخيرا فان الحفل في مجمله ، لابد أن يحتوي على موضات وابتكارات يتحدث بها الوسط الراقي لعدة شهور بعده وتكتمل الصورة بحجز صفحات من مجلات المجتمع لنشر صور العروسين مع كبار رجال السياسة والفن والمجتمع.

وهناك شركات متخصصة في الهند اصبحت تعلن عن توفر خدمات جديدة للعروسين قبل الزفاف خاصة باللياقة والطلة المتألقة والجمال.. وتبدأ عادة قبل الزفاف بأسبوع حيث يصطحب موظفي الشركة العروسين إلي مراكز الصحة واللياقة لبدء عمل برنامج صحي لمدة أسبوع للعناية بالجسم والجلد والبشرة ، كما يحتوي البرنامج أيضا على الحمامات المائية المضاف إليها خلاصة الزهور والزيوت العطرية .

» كيف نحيي ليلة القدر ومتى تكون ؟
» من عمل هذا العمل في ليلة من احدى ليالي شهر رمضان المبارك كتب الله له البراءة من النار
» دعاء ختام القرآن الكريم من ليلة 29 رمضان 1430 للشيخ عبد الرحمن السديسي