بعيدٌ عني ..
بعيد ..
إلى درجة إغراقي في دوامات لا تنتهي من الوحدة ..
إلى درجة إهدار مشاعر قلقي وخوفي بلا رحمة ..
إلى درجة إفقادي معناي و وجودي ..
***
بعيدٌ عني ..
إلى درجة نسياني .. !
وتذكري .. !
كشيء لا تشعر به إلا وقت احتياجك إليه .. !
إلى درجة أن تتساقط دمعاتي ..
ولا تراها ..
ولا تشعر بها ..
ولا بي ..
***
بعيدٌ عني ..
تتركني أسترسل مع نزيف جراحي في أحاديث لا تنتهي ..
بلغةِ الآه والأنين ..
ومن كل جزءٍ من روحي تنزفُ أوجاعي ..
وأحترق ..
***
بعيدٌ عني ..
ولا أسمع إلا صوتك ..
ولا أشتاقُ إلا لحديثك .. !
تعودت ألا أطمح لأكثر من ذلك ..
صوتك يعني لي الحياة ..
فماذا يعني لك صوتي .. ؟
ألستَ كنت تقرأ فيه نبراتِ حنيني .. ؟
ألستَ تسمع فيه صرخاتي المتوسلة إليك ..
بأن تعود .. ؟
***
بعيد جدا ..
وأرسم لنفسي دنيا جديدة ..
عالم آخر ..
لا أرى فيه ولا أسمع ..
ولا أتنفس إلا ذكرياتنا ..
أحاديثنا ..
أحلامنا ..
و وعودك لي بألا نفترق .. !
مهما حصل وأننا سنظل أصدقاء
لن نفترق ..
لن نفترق ..
لن نفترق ..
لن نفترق ..
لن نفترق ..
كفى !!!
إنني أتمزق ..
أختنق .. !!
مقيدةٌ إلى جدارِ غرفتي ..
أتكئ عليه ..
ليسند نبضات قلبي المتسارعة في وجل .. !
أحاول ألا أسمع أعماقي ..
وأبحث عن ضجيج يفقدني إحساسي ..
لقد .. رحل !
لقد .. رحل !!
لقد .. رحل !!!
لقد .. رحل !!!!